أفريقيا تتأهب لثورة شمسية: 23 جيجاواط في الأفق تُضاعف القدرات الحالية
سولارابيك – 15 مارس 2025: تشهد القارة الأفريقية تسارعًا هائلاً في تركيب الألواح الشمسية، حيث كشفت بيانات حديثة عن تركيب 2.4 جيجاواط في عام 2024 وحده. وتتوقع تقارير المجلس العالمي للطاقة الشمسية قفزةً نوعيةً في السنوات القادمة، بتركيب 23 جيجاواط إضافية بين عامي 2025 و2028، أي أكثر من ضعف القدرة المركبة الحالية. وتأتي هذه الطفرة مدفوعةً بتراجع كبير في تكاليف التقنيات، وارتفاع الطلب على الكهرباء، وتسهيل التجارة مع الصين.
انخفاض التكاليف يُشعل ثورة الطاقة الشمسية
شهدت تكلفة تركيب الألواح الشمسية انخفاضًا غير مسبوق، حيث تراجعت التكلفة العالمية المتوسطة بنسبة 86% بين عامي 2010 و2023، لتصل إلى 758 دولارًا أمريكيًا لكل ميجاواط، وفقًا لبيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA). كما أنَّ تكلفة الكهرباء المستوية (LCOE) انخفضت بأكثر من عشرة أضعاف، من 0.46 دولار إلى 0.04 دولار لكل كيلوواط ساعة. وبالإضافة إلى ذلك، انخفض متوسط أسعار بطاريات وخلايا الليثيوم أيون بأكثر من خمسة أضعاف بين عامي 2014 و2023، من 715 دولارًا إلى 144 دولارًا لكل كيلوواط ساعة. وهذا التراجع الكبير في الأسعار يجعل الطاقة الشمسية خيارًا جذابًا ومنافسًا في القارة السمراء. ففي عام 2024 استحوذت جنوب أفريقيا على 46% من إجمالي 2.4 جيجاواط من الألواح الشمسية التي تم تركيبها ومصر على 29% و 25% لباقي الدول.
مشاريع عملاقة تقود التحول الأخضر
تُعزز هذه الطفرة الشمسية مشاريع عملاقة قيد التنفيذ، مثل “نور ميدلت 2″ و”نور ميدلت 3” في المغرب باستطاعة إجمالية 400 ميجاواط، ومشروع قفصة للطاقة الشمسية (130 ميجاواط) في تونس، ومحطة بني وليد (50 ميجاواط) في ليبيا، ومجمع بوينغو (50 ميجاواط) في ملاوي. من ناحية أخرى، تواصل جنوب أفريقيا ومصر ريادتهما في هذا المجال، مدفوعتين بعوامل مختلفة. ففي جنوب أفريقيا، يسعى المستهلكون الكبار لتقليل الاعتماد على الشبكة العامة التي تعاني من انقطاعات متكررة. في حين أنه في مصر، يرتفع الطلب الإجمالي على الكهرباء، ويتم تلبيته بشكل متزايد من خلال مصادر الطاقة منخفضة الكربون، بما في ذلك الطاقة النووية، حيث تستعد مصر لتشغيل محطة الضبعة للطاقة النووية باستطاعة 4.8 جيجاواط.
الصين تلعب دورًا رئيسيًا.. وتحديات تواجه التوسع
تُعد العلاقة التجارية بين الصين والدول الأفريقية عاملاً حاسمًا في هذا التوسع. حيث تسمح الحواجز التجارية المنخفضة للدول الأفريقية باستيراد المعدات بأسعار تنافسية. وقد بلغت واردات بعض الدول الأفريقية من الألواح الشمسية ما بين 20 و80 ميجاواط سنويًا في نهاية عام 2024. ومن المتوقع أن تزداد هذه الواردات بشكل كبير، خاصةً مع فرض رسوم جمركية مرتفعة على المنتجات الصينية في الولايات المتحدة والهند، مما يدفع المصنعين الصينيين لزيادة صادراتهم إلى أسواق أخرى، بما في ذلك أفريقيا. ومع ذلك، يواجه هذا التوسع تحديات، أبرزها ارتفاع تكلفة رأس المال، وعدم استقرار العملات المحلية، وصعوبة الحصول على ضمانات مصرفية. وبالرغم من هذه التحديات يرى المجلس العالمي للطاقة الشمسية انه في حال تم التغلب عليها، فإن أفريقيا مُرشحة لتصبح واحدة من أسرع أسواق الطاقة الشمسية نموًا في العالم.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: global energy
image created by AI
The post أفريقيا تتأهب لثورة شمسية: 23 جيجاواط في الأفق تُضاعف القدرات الحالية appeared first on Solarabic سولارابيك. Written by بسمه عبود