أزمة الكهرباء في كردستان العراق… بين الأسباب والحلول
يعاني إقليم كردستان العراق من أزمة شديدة في توافر التيار الكهربائي تزداد حدتها بشدة في فصل الصيف. ويشكل انقطاع الكهرباء المتكرر والمستمر لفترات طويلة قد تصل إلى عشر ساعات معضلةَ تؤثر على حياة السكان إضافة إلى تأثيرها على نمو القطاعات الاقتصادية. ولكن ما أسباب هذه الأزمة وما هي الحلول المقترحة لها؟
في هذا المقال سنناقش معاً أسباب أزمة الكهرباء في إقليم كردستان العراق وسنتعرف عن الحلول المتوقعة لحل هذه الأزمة
اعتمد إقليم كردستان العراق منذ 1991 وحتى عام 2003 على محطتي دربندخان ودوكان الكهرومائيتين اللتان تولدان معاً 650 ميجاواط في سد احتياجاته المحدودة نسبياً من الكهرباء. ولكن بعد عام 2003 شهد الإقليم طفرةً في النمو الاقتصادي الأمر الذي أدى إلى ارتفاعٍ مفاجئ في الطلب على الكهرباء واتساع الفجوة بين الكهرباء المولدة والطلب عليها حيث يتأرجح معدل الطلب بين 5500 ميجاواط صيفاً و7000 ميجاواط شتاءً.
ووفقاً للجهات الحكومية تُقدر حاجات الإقليم بنحو 4500 ميجاواط من الكهرباء، وينتج الإقليم منها 3400 ميجاواط معظمها من محطات الطاقة الكهربائية التي تعمل بالغاز
يعود السبب في تفاقم العجز في توليد الكهرباء إلى ارتفاع مستوى الخسائر في شبكة التوزيع والتي بلغت 40% لأسباب تتنوع بين السرقة والسحب غير المفوتر أو عدم الجباية. كما أدت الحروب والنزاعات إلى تدهور البنية التحتية للكهرباء وتسببت بالكثير من الأضرار لحقت بمحطات توليد الطاقة الكهربائية وبالشبكات. بالإضافة إلى عدم توفر الإمدادات الكافية من الوقود اللازمة لتزويد محطات توليد الطاقة الكهربائية على الرغم من غنى الإقليم بالثروة النفطية والغازية.
وفي ظل هذه الأزمة كان لا بد للبلاد من البحث عن بدائل والتوجه إلى حلول فعالة لحل أزمة انقطاع التيار الكهربائي.
تسعى حكومة إقليم كردستان العراق لتفادي حالة الانقطاعات المتكررة للطاقة الكهربائية التي تشهدها البلاد وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة. وقد أعلنت الحكومة في وقت سابق من العام الماضي أن 20% من إمدادات الطاقة الكهربائية في الإقليم تأتي من مصادر متجددة.
يولد الإقليم حالياً ما يقارب 75 ميجاواط من مصادر متجددة وقد أعلنت وزارة الكهرباء فيه عن رغبتها في إنتاج 80% من حاجات الإقليم من الطاقة المتجددة والنظيفة وذلك بدعمٍ مالي من الاتحاد الأوروبي. بالإضافة إلى ذلك، فقد أعلنت الجهات المختصة في الوزارة عن خططها لإنتاج 1928 ميجاواط من الكهرباء النظيفة سواء من المحطات الشمسية أو من محطات طاقة الرياح أو من خلال بناء السدود والاستعانة بها لتوليد الكهرباء.
ومن الجدير بالذكر أنه في العام الماضي تم افتتاح محطة شمسية الأولى من نوعها في العاصمة أربيل باستطاعة 25 ميجاواط. حيث بلغت تكلفتها 100 مليون دولار وانعكست فوائدها على قطاع الزراعة وإدارة المياه في الإقليم وساهمت في مواجهة مشاكل التصحر وشح المياه.
ووفقاً لبيان صادر عن وزارة التربية في الإقليم فقد تم مؤخراً تأمين الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية لـ 60 مدرسة مع وجود خطط لإمداد 72 مدرسة أخرى بالطاقة الكهربائية النظيفة على نفقة الحكومة.
من ناحية أخرى أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن استعدادها للاستثمار في قطاع الطاقة الكهربائية في الإقليم وخصوصاً في قطاع الطاقة المتجددة. وأعلنت عن استعدادها لمضاعفة إنتاج إقليم كردستان العراق من الطاقة المتجددة
تكمن الخطوة الأهم في تقليل الفجوة بين العرض والطلب في تقليل التضخم على الطاقة ويتجلى الحل الجوهري لأزمة انقطاع الكهرباء في التوجه إلى الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة والاعتماد عليها في توليد الكهرباء بغية تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. كما أن تحسين إدارة شبكة الكهرباء وتحسين كفاءة الشبكة من خلال عمليات الصيانة الدورية والإصلاحات له دور كبير في حل هذه المشكلة. بالإضافة إلى ذلك، فإن نشر الوعي حول ترشيد استهلاك الطاقة وتشجيع استخدام وسائل الطاقة البديلة وتغيير ثقافة الاستهلاك عند المستخدمين قد يكون له دورٌ كبير في حل الأزمة.
وفي النهاية لا بد للإقليم كي يتمكن من تعزيز موثوقية إمدادات الكهرباء فيه وتلبية احتياجات السكان وأنشطتهم الاقتصادية والصناعية من اعتماد حلول مستدامة صديقة للبيئة كمصادر الطاقة المتجددة واتباع نهج شامل يشمل تحديث البنية التحتية، وتوسيع القدرات، وإجراء صيانة دورية. بالإضافة إلى إجراء تحديثات على الشبكة الكهربائية.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!